متحجرات غير معروفة مع ذيل زائف إتضح انها تعود لأكبر تنين مائي وجد على الإطلاق

عَرّف علماء الاثار عن تنين مائي يُعتبَر الأكبر من نوعه في سجل المتحجرات، بعد اكتشاف بقايا غير معنونة لحيوان بحري قديم كان يسكن الماء قبل 200 مليون سنة.

كانت العينة، والتي تعتبر اكبر مثال لجنس اسماك اكثيوسوروس (Ichthyosaurus : وتعني هذه الكلمة “سمك” في اللغة اللاتينية، ويقتات هذا النوع على الاسماك الاخرى، واكتشفت متحجراته لاول مرة في بدايات القرن التاسع عشر بواسطة عالمة الآثار “ماري اننغ – Mary Anning”) في سجل المتحجرات، نوعاً من الزواحف البحرية والتي عادة تتخذ شكل الديناصورات القادرة على السباحة، ولكن يبين هذا انها ظهرت قبل 250 مليون سنة، اي حتى قبل عصر الديناصورات.

أُكتشِف هذا النوع، والذي يُعد واحد من ستة انواع من جنس هذه الاسماك، اصلاً على سواحل سومرست (Somerset coast) في المملكة المتحدة خلال التسعينات، قبل ان ينتهي بها المطاف في متحف the Lower Saxony State في هانوفر في المانيا.

ولم يحصل ذلك حتى قيام عالم المتحجرات من متحف التأريخ الطبيعي في مدينة بيلفيلد (Bielefeld) الالمانية، سفين ساكس (Sven Sachs)، بفحص هذا الاكتشاف اثناء العمل على بحوث بحرية اخرى حيث ادرك مدى تميز هذا الفرد المكتشف.

وقد قال لصحفية ناشونال جيوغرافيك، سارة غيبينز (Sarah Gibbens): ”كان امراً غير اعتيادياً”، وأضاف: “لقد كانت اكبر من اي عينة قمت بفحصها يوماً”.

استدعى زميلاً من جامعة مانشستر (University of Manchester) في المملكة المتحدة، يدعى دين لوماكس (Dean Lomax)، وقام الاثنان بالتحقق من العينة ووجدوا انها كبيرة بالفعل.
سومرستينسيس، هو احد انواع جنس اسماك الاكثيوسورس، والذي ساعد بإكتشافه العالم لوماكس.

ربما هذا الامر لا يعتبر مفاجأة كبيرة كما أن الامناء على العينة لم يستقروا على فكرة “تنين البحر” بعد كل هذا، فقد عُرّف عن هذا الاكتشاف فقط في بحث نُشِر العام الماضي.

ولكنه تذكير آخر لكيفية امتلاك المتاحف والمجموعات الخاصة احياناً عينات مجهولة الهوية والتي تُعَد في الواقع إضافة قيمة الى السجل العلمي حالما تتاح الفرصة لدراستها.

يقول لوماكس: “يدهشني ان عينات مثل هذه لا يزال بالامكان اعادة اكتشافها في مجموعات المتاحف”.

ويضيف: “لست بحاجة للذهاب خارجاً للقيام بإكتشافٍ ما”.

وبغض النظر عن الحجم الكبير لهذه العينة، والذي يقدر بين 3 الى 3.5 متر (اي 9.8 الى 11.5 قدم) عندما تم مدها بالكامل، كانت هناك ملحوظة اخرى عن اناث هذه الكائنات، وهي انها كانت حامل عندما ماتت.

وكشف تحليلٌ لمتحجرات انثى اخرى عن وجود جنين غير مكتمل، وقد تم الحفاظ عليه داخلها لحوالي 200 مليون سنة، متضمناً جزءاً من عظمة الظهر، والاصبع الرابع، واضلاع، وقليل من العظام الاخرى.

اوضح ساكس لبيكي فيريرا (Becky Ferriera) من مجلة (Motherboard) قائلاً: “هناك انواع معينة من الاكثيوصورات التي من المعروف ان لديها الكثير من الاجنة، وهناك جنس معين يكاد ان لا يكون له اجنة محفوظة، والاكثيوصورات هي واحدة منها”.

هذا يجعل ما وجدناه اكتشافاً مهماً بالنسبة للعلماء، ويقدم اقتراحاً بشأن امراً لم يكن لنا علم به سابقاً.

وعلى وجه التحديد، فإن هذا هو متحجر اكثيوسورس الثالث الذي تم العثور عليه، وتبين ان المتحجرات اناث حوامل، اي ان جميع هذه العينات الثلاثة تحتوي على جنين واحد فقط داخل كل منها.

وقال ساكس لـ (Motherboard): ”الاستنتاج الاولي هو ان العينة من الاكثيوسورس، بإعتباره جنساً اساسياً اكثر، مقارنةً مع الاجناس اللاحقة التي كانت لديها عدد اكبر من الاجنة، والتي يكون لها احياناً جنين واحد فقط”.

يعتقد العالم ساك ان هذا الامر مجرد فرضية تستند الآن على أدلة المتحجرات المحدودة المتاحة، ولكن اذا كان هذا الاتجاه يتحقق بواسطة اكتشافات مستقبلية، فإن هذا سيكون شيئاً “جديداً على العلم”.

وهناك عامل آخر يحجب السلالة الحقيقية لهذه العينة وهو ذيلها، او بالأحرى الاضافة الذيلية المزيفة والتجميلية.

قام المتحف، ولأغراض العرض، بتركيب هذا المتحجر بذيل من اكثيوسورس آخر، للمساعدة في اكمال شكله الجوراسي وتقديم قطعة اكثر ارضاءاً للعرض.

وقد يكون هذا الامر مناسباً للمتفرجين العاديين في اطار المتحف، ولكن هذا النوع من التصرف يمكن ان يؤدي الى ضررٍ اكثر من النفع على المدى الطويل من حيث الفهم العلمي.

ويقول ساكس في بيان صحفي: “في بعض الاحيان، العينات ليست بالضبط كما تبدو عليه وكما في هذا المثال”.

“لا تزال هذه الاجزاء المزيفة غير مكتشفة، لذا من الممكن ان يقع العلماء ضحية خطأ في هذا، مما يؤدي الى معلومات خاطئة قدمت في السجل المنشور”.

لحسن الحظ وفي هذه الحالة، بعض علماء الآثار لديهم ميزة التدقيق النظري والتي تميز الاجزاء الزائفة، وتساعد هذه القدرات في ملىء السجل العلمي بما ينفع الجميع.

وستكون حذراً في المشاهدة انت ايضاً، في المرة القادمة عند زيارتك للمتحف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ترجمة: Basma Haitham

تدقيق: Jazmín Al-Kazzaz

تصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا