أجسام مضادة نادرة قادرة على القضاء على 98% مِن كل سلالات فيروس العوز المناعي البشري (HIV)

من المعروف إنَ فيروس (HIV) هو فيروس من الصعب معالجته، وليس له علاج معروف حتىٰ الآن على الرغم من المحاولات العديدة، حتى تقنية التعديل الجيني كرسبر (CRISPR) لم تحقق نجاح بعد.
اذ ان ما نحتاجهُ حقاً هو أجسام مضادة نشطة ترتبط وتشل حركة الفَيروس، ويبدو أن فريق من المتحدة من معاهد الصحة الوطنية الامريكية (NIH) قد وجد طريقة لذلك.

الأجسام المضادة تنتج من قبل جهاز المناعة، وهي مصممة خصيصاً لتتفاعل مع نوع معين من الجراثيم كالفَيروسات؛ لتقوم بمحاصرتها لأيقاف تكاثرها، وفي هذه الاثناء تقوم كريات الدم البيض بتدميرها.

تستطيع أن تتخيل الجسم المضاد كمفتاح مثلاً، وكل مفتاح يطابق فايروس معين (قفل) وَيعرف أيضاً بالمستضد (Antigen)، فيروس نقص المناعة البشرية ذو نشاط وقدرة على المراوغة بِدرجة كبيرة حتى أن الأجسام المضادة المكونة من قبل الجسم لمحاربته غير قادرة على شل حركته.

أجريت في عام 2009 دراسة توصلوا فيها أن السبب وراء ذلك يعود الى أن الأجسام المضادة ليس لها القابلية عَلىٰ أحتواء كل الفَيروس وَالإتصال بكل النقاط الضرورية على سطحه وبذلك لا تتحقق حالة القفل والمفتاح.

هذا وقد وجد فريق من الباحثين الدوليين أنَ الأجسام المضادة المأخوذة من أشخاص سليمين عند إستخدامها ضد عدة عينات نشطة من فَيروس نقص المناعة البشري وجد بِأنها قد قضت على 98% منها.

إذا عزلت ونسخت هذه الأجسام المضادة هناك فرصة كبيرة لهذه الأجسام والمعروفة بـ (N6) بأن تستخدم لعلاج الاشخاص المصابون بفايروس العوز المناعي البشري (HIV). وَعِندَ إستخدامها بكميات كبيرة يمكنها أن تقلل كَمية الفَيروس بَدلاً مِن إستخدام أدوية مُضادات الفَيروسات التقهقرية (Anti-retroviral Drugs) هذه الأدوية فعالة جداً ولكن قد تكون لها جوانب سلبية للبعض وكذلك يَجب أن تستخدم كل يوم، في حين إنَ الأجسام المضادة لا تحتاج سوىٰ دعم قليل بالسنة.

إذاً هل يُمكننا القول بِأنَ المفتاح لعلاج فيروس (HIV) قَد وجد أخيراً؟ حَسناً قد يكون ذلك صَحيحاً وَلَكن لَيس بِشكل كامل
إذ أنَ (N66) يعمل فقط على عينات الفَيروس النشطة، إذ لا يظهر اي تأثير بالقضاء أو تقليص الفيروسات الخاملة الموجودة في الجسد.

إلى الآن لا يرى هذه العلاج كخطوة أولىٰ متطورة في علاج فَيروس العوز المناعي. مع ذلك، هناك فرصة فمن خلال التجارب عَلىٰ البشر يمكن أن يطور لقاح فعال للقضاء على هذه الفيروس.

لايزال أمامنا طريق طويل، والكثير من العمل لإنجازه ولكن هَذهِ فعلاً خطوة كبيرة للإمام.
#الباحثون_العراقيون

ترجمة : مريم حيدر
تدقيق علمي : عقيل فاضل
تدقيق لغوي : علي فرج