نوعٌ من النمل المكتشَف حديثًا يمتلك خطّافًا معدنيًا على رأسه ومن المحتمل أن يكون مصاصاً للدماء

إكتشف العلماء نوعاً جديداً من “نمل الجحيم” (hell ant)- وهو نمل يحوي أجزاء فمية ناتئة حادة ومخيفة معززة بالمعدن يستخدمها لشرب دماء فرائسه.
لحسن الحظ، هذه الحشرات قد إنقرضت منذ مدة، لكن قطعة كهرمان قد كشفت الآن عن تفاصيل مذهلة حول هذه الأنواع ما قبل التاريخ، منها مكونات معدنية محيرة موجودة في فكيها.
ينتمي هذا النوع (linguamyrmex vladi) المُكتَشف حديثاً إلى مجموعة تُسمى “نمل الجحيم” (hell ant) أو (haidomyrmecines)، وهي مجموعة عاشت في العصر الطباشيري وتميزت بأجزاء فمية غريبة عمودية الحركة.
في الحقيقة، إنَّ نمل الجحيم ليس سلف النمل الصغير الذي نراه اليوم، وبدلاً من ذلك فهي تنتمي لمجموعة جذعية إنقرضت قبل السلف الشائع للنمل الحالي ظهر في المشهد ليبدأ نسله.
ونظراً لـ كم تبدو (نملة الجحيم) مخيفة، نحن محظوظون لأنَّ أسوء ما نحن مضطرين للتعامل معه هو نمل الرصاصة (bullet ant) والنمل الناري (fire ant).
بدلاً من الفكين البسيطين القديمين المتجهين للأسفل، يتمتع (L. Vladi) بمنجلين عملاقين شبيهين بالشفرات بارزين نحو الأعلى- وهو ما لا تجده في أي نوع من النمل يعيش حالياً.
من أجل المقارنة، إليك فكّيّ النمل القياسي الحديث:

regular ant mandible flickr

وما يلي نظرة قريبة لفكّي هذا النوع المُكتَشف حديثاً من (نمل الجحيم):

vampire hell ant jaws up close

يظهر أنَّ هذين الفكّين الشائكين مُحاطَين بشعيرات حسّاسة شبيهةٌ بتلك التي يستعملها النمل ذو الفك المصيدة حاليّاً، وهي نفسها التي تساعد فكيّ النملة على الإنغلاق بسرعة مرعبة.
هذا النوع من النمل يمتلك أيضاً لواحق أو مجاديف مدعّمة شبيهة بالقرون في قمم أفكاكها، من المُحتَمل أنّها تستخدمها لأجل تثبيت الفريسة في لحظة غرز فكيها المتجهين للأعلى في جسد الفريسة.
الباحثون بقيادة فيليب باردين (Phillip Barden) من معهد نيوجيرسي للتكنولوجيا (New Jersey institute for technology) قد إكتشفوا أيضاً قناة إنبوبية بين الفكين، يُعتقد أنَّ هذا النوع من النمل كان يمتص غذائه بدلاً من مضغهِ، لأن الفكين الغريبين لم يكونا متكيفين فعلياً لفعل المضغ.
وقد كتب فريق الباحثين في الدراسة: “فكّي ولواحق نوع الـ (Linguamyrmex) ربما كانت وظيفتها ثقب الفرائس ذوات الجسد الليّن والتغذّي على الهيمولمف (haemolymph)”
لحسن الحظ، العينة وُجدت في قبرها الكهرماني بجانب يرقة خنفساء كبيرة، والتي كان من شأنها أن تكون فريسة لينة الجسم مثالية لمفترس ماص للسوائل كهذا النوع من النمل.

hell ant with jaws and beetle larva annotated

الرسم البياني في أعلاه يبيّن وضعية العيّنتين (الدائرة الحمراء تُشير إلى موقع اللواحق القِرْنية). فكّي النملة لم يكونا في الحقيقة مغروزين في اليرقة، لكنّ الباحثون لاحظوا أن هذه الوضعية “متناسقة مع كون اليرقة فريسة”.
وفي حال كونك لم تكتفِ بهذه التفاصيل المُخيفة، فإنَّ الآتي ربما يُعدّ الجزء الأغرب- كَشَفَ فحص أشعة (x-ray) للعينة الكهرمانيّة أنّ الأجزاء السفلى من اللواحق القرنيّة في الرأس مُدعّمة بجزيئات معدنية.
الآن، هذه الحشرة لم تصنع لنفسها، في الحقيقة، خوذة حرب صغيرة، بدلاً من ذلك، إنها تظهر أنها إمتلكت القدرة الرائعة على تجميع مقادير ضئيلة من المعدن من غذائها وتحويلها للأجزاء من أجسامها التي تحتاج للتدعيم
“يُلاحظ على هذه الحشرات عزل المعادن، تحديداً الكالسيوم والمغنيسيوم والزنك (الخارصين) والحديد، عزلها في حامل البيوض والفكّين، لغرض زيادة القوة وتقليل الإحتكاك.” حسبما كَتَب فريق البحث في الدراسة.
يعتقد الباحثون إنَّ إمتلاك خطاف مطعّم بالمعادن سيسمح لنمل الجحيم أن يُقاوم تملّص الفريسة إذا فاتتها ضربة بواسطة فكيها، أو ربما تجعل من السهل ضغط خطّافيها داخل الجسم الليّن للفريسة.
“إلى حين إيجادنا لعيّنة مع فريستها محتجزة معها، والذي يُعد مسألة وقت، نحن متروكون للتخمينات” باردن يقول لجوش غاباتيس (Josh Gabbatiss) من مجلّة العلماء الجُدد (New Scientists).
بما أنّ العيّنة الكهرمانية وُجدت في منطقة حفر غنية في ميانمار، فربما إنّها مسألة وقت حتى نجد المزيد من هذه النملة ذات الخطافات المرعبة…نمل الجحيم.
النوع الجديد قد وُصِف في عِلم الحشرات التصنيفي (Systematic Entomology)

ترجمة: Wissam Najih

تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا