ماذا لو تحولت الأرض إلى كومةٍ عملاقةٍ من التوت الأزرق؟

علميًا، ستبدأ جميع الاشياء بالانفجار اذا تحول كوكبنا فجأة الى ركام من التوت بحجم الارض.
وخصوصاً ان هذا الإستنتاج هو خلاصة بحث مرخص قدم الى سيرفر “arXiv” في ٢٧ / تموز – يوليو (البحوث في “arXiv” لم تمر بعد عبر عملية استعراض النظراء او تُنشر في المجلات).
صاحب البحث آندريس ساندبرغ “Anders Sandberg” هو عالم اعصاب حسابي بمنصب باحث شامل في معهد المستقبل للعلوم الإنسانية بجامعة اكسفورد، يعالج مشكلة “انفجار شكل التوت” مبدئياً عن طريق طرحها على موقع “Stack Exchange”.
يهدف بحث ساندبرغ إلى الاجابة على السؤال التالي: ماذا لو تم استبدال كامل الارض على الفور بحجم مساوٍ من التوت المتراص بإحكام ولكن غير مضغوط؟ وبذلك، يقوم ساندبرغ بأفتراض حل: ستتحول الارض الى قشرة توت سميكة وليست رقيقة، والذي اتضح انهُ أمرٌ مهم فقشرة التوت السميكة الاكبر حجماً تأخذ حيزًا اكبر بكثير بينها وبين نظيراتها عندما تتحول الارض تلقائياً وبإعتدال الى ركام توت متباعد. في مثال لـساندبرغ سيتم ملئ هذا الحيز بالهواء الذي سيبدأ بالقيام ببعض الاشياء المثيرة للاهتمام بسرعة كبيرة. ماذا لو كانت الارض اكبر بنسبة ٥٠%؟
كتب ساندبرغ عندما تتحول الارض على هيئة توت، فأن التأثير الاول بالنسبة لشخص يقف على سطح الارض سيكون انخفاضاً حاداً في الجاذبية الارضية، واضاف قد تلاحظ تأثيرًا في امعائك كصومعة تسقط، كما يقل وزنك بنسبة ١٧ بالمائة وانت تجلس على سطح منطقة خاوية من التوت المتداول بحرية. ذكر ساندبرغ في البحث إذا كنت تزن ١٥٠ رطلاً ( ٦٨ كغم) على الارض ستزن حوالي ٢٠ رطلاً (٩ كغم) على كوكب التوت الاقل كثافة بكثير.
وقال قد يكون سطح التوت الناعم والفوضوي وقليل الجاذبية مكاناً ممتعًا للتسكع اذا دام ولكن ستبدأ الامور بالتغيير بسرعة، حيث يبدأ ركام التوت بالانهيار تحت ضغط جاذبيته وكل ذلك الهواء المحصور بينه سوف يندفع الى السطح وستنفجر فقاعات ضخمة على السطح وتطلق مادة في الفضاء، رغم التئام الجزء الداخلي من الكوكب في داخل ركام التوت السميك.
اضاف ساندبرغ ان تأثيرات حمم الفقاعات مقترنة بالنواة الكوكبية ستكون اسوأ زلزال على الاطلاق ويستمر في التحرك حتى يتهدم كل شيء بأتجاه مركز الارض (٧١٥ كم) (٤٤٤ ميلًا) وبينما هو يتحرك يسخن كل شيء بشكل جذري بنسبة ١٤٣ درجة سيليزية او ٢٥٨ درجة فهرنهايت بفضل تحرر نشاط الجاذبية. إلا لو كان كامل المحيط يغلي ويتصاعد تيار البخار والنتيجة هي عالم يحتوي على غلاف بخار متصاعد يغطي محيط من التراكم فوق غرانيتا توت دافئ. ماذا لو؟ كان هناك ٢٢ اسئلة افتراضية مجنونة مع اجوبتها.
ان “الغرانيتا” (هي حلوى شبه مجمدة مصنوعة من الماء والسكر والمنكهات المختلفة) ستكون نواة ساخنة من جليد التوت مضغوطة في مجسم بسبب الضغط الشديد في مركز الارض.
كما كتب السماء ستظل مائلة إلى الزرقة مع سحب بخار الماء البيضاء والقمر سيتحرر فجأة من كبح جاذبية الارض ويندفع بسرعة وقوة الى الفضاء، قد لا يبقى هناك ناجٍ قادر على رؤية مشهد درامي كهذا ويبقى هناك عدد من الاسئلة القابلة للتدقيق حتى الآن حول ارض التوت واضاف ساندبرغ ان العديد من هذه الاسئلة تتعلق بكيمياء ارض التوت.
ربما جميع قطع التوت الساخنة المحلاة تتخمر الى كحول في ظل الظروف الطبيعية ولكن هناك بعض الصدف لكل مضادات الاكسدة تلك ان تعطل العملية.
ماذا لو بدأت الارض بالدوران عكسياً؟

بالاضافة الى ذلك، كتب هل ستزيد الحرارة والرطوبة وعمق الغلاف الجوي اكثر او بياض طبقة السحب (مستوى انعكاس الضوء الوارد) مرتفعاً بما يكفي لتفادي تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري الجامح او الاشعاع الشمسي الذي يمكن ان يسقط جزيئات الماء الجافة خارج الكوكب؟ هل يمكن للبكتريا البقاء على قيد الحياة في الظروف القصوى وتمهد النظام البيئي؟

بالنسبة لقيمة البحث نفسه استنتج ساندبرغ قد يتسائل المرء اذا كان هذا النوع من الاستكشاف جدير بالاهتمام؟ اعتقد انهُ طريقة تعليمية ومسلية لتطبيق تصميم علم الكواكب على نظام وبالنظر الي اي مدى تحولت الكواكب خارج النظام الشمسي حالياً فأن فيزياء ارض التوت طبيعية نوعاً ما مقارنة بـالتي موجودة بالخارج.

يمكنك قراءة بحث ساندبرغ الذي كتبه بلغة متاحة بوضوح بالكامل هنا.

 

ترجمة: Sarah Ibraheem

تدقيق وتصميم ونشر: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا