علماء يستخرجون عينة دم سائل من مومياء مُهر عمرها 42,000 سنة في التربة الصقيعية السيبيرية

اكتشفت مجموعة من صائدوا انياب الماموث، في اغسطس الماضي، بقايا سليمة لمُهر وقُدر عمرها 42,000 سنة خلال رحلة إستكشافية إلى فوهة باتاجايكا البركانية في سيبيريا. لم يظهر على بقايا الحصان الصغير والذي بقي محفوظاً في المنطقة المتجمدة، أو الأرض المتجمدة بشكل دائم، أي علامات للضرر الخارجي، بل كان يحتفظ ببشرته وذيله وحوافره، بالإضافة إلى الشعر على ساقيه ورأسه وأجزاء جسمه الأخرى.

كتب موقع سيبيريا تايمز (The Siberian Times) ان باحثون من جامعة شمال شرق الفيدرالية الروسية (NEFU) ومؤسسة أبحاث التكنولوجيا الحيوية الكورية الجنوبية قاموا باستخراج عينة الدم السائل والبول من عينة من المومياء، مما يمهد الطريق لمزيد من التحليل بهدف تنسيل الحصان الذي مات منذ فترة طويلة وإحياء سلالة لينسكايا (Lenskaya) المنقرضة التي ينتمي إليها.
لتنسيل الحيوان، سيحتاج العلماء الى استخراج خلايا حية من عينات الدم وتنميتها في المختبر. وبالنسبة لهذه المهمة فن القول اسهل من الفعل، حيث قام الفريق، وعلى مدار الشهر الماضي، بأكثر من عشرين محاولة لانماء الخلايا المستخرجة من انسجة عينة المهر، لكن جميعها فشلت، وفقاً لمقالة منفصلة لموقع سيبيريان تايمز. مع ذلك، تقول الباحثة الروسية الرئيسة، لينا غريغوريفا (Lena Grigoryeva)، ان المشاركون بالعملية لا يزالون “ايجابيون بشأن النتيجة”.

تقول غريغوريفا لمراسلة محطة السي ان ان (CNN) جيانلوكا ميزوفيوري (Gianluca Mezzofiore)، حقيقة بقاء شعر الحصان تجعله اكثر حيوانات العصر الجليدي المحفوظة جيداً، وتضيف “الان يمكننا معرفة لون صوف الاحصنة المنقرضة من العصر الجليدي.”

عُرف هذا الحصان في فترة حياته بلون كستنائي وذيل اسود وارجل سوداء. المهر ذو عمر الاسبوع او اسبوعين من وقت نفوقه، المدعو بـلينسكايا او لينا، نفق بشكل مفاجئ مثل العديد من الحيوانات السليمة التي كانت محاصرة في التربة الصقيعية لآلاف السنين.

قال من متحف ياكوتيا للماموث، سيميون غريغوريف (Semyon Grigoryev) لوكالة الانباء الروسية تاس (TASS)، انه من المحتمل ان يكون المهر قد علق في “فخ طبيعي”، مثل الطين الذي تجمد في وقت لاحق الى تربة صقيعية. يقول غريغوريف “عُثر على الكثير من الطين والطمي داخل الجهاز الهضمي للمهر والذي ابتلعها خلال الثواني الاخيرة من حياته،”

هذه المرة الثانية التي يستخرج فيها الباحثون عينة دم سائل من بقايا مخلوقات ما قبل التأريخ. انجزت مجموعة من العلماء الروس، سنة 2013، نفس الانجاز بإستخدام جثة انثى ماموث ذات صوف يقدر عمرها 15,000 سنة والتي اكتشفها غريغوريف وزملاؤه سنة 2013، كما كتب جورج دفورسكي (George Dvorsky) لموقع جيزمودو العلمي (Gizmodo). (من الجدير بالذكر ان الفريق الذي يدرس مومياء المهر عبر عن امله في تنسيل ماموث ذات صوف.) دم المهر مدهش اكبر ب27,000 سنة من النموذج السابق.

يثق علماء (NEFU) ومؤسسة الابحاث الكورية الجنوبية بنجاحهم لدرجة انهم بدأوا بالبحث عن فرس بديلة لحمل خلايا حصان لينا لتنسيله و، حسب ما كتبته سايبيريا تايمز، لانجاز “الدور التأريخي المتمثل بولادة الانواع العائدة”. وتجدر الاشارة بان اي اشادة سابقة لاوانها، وحسب ما كتب دفورسكي، هي اشارة الى “الحماس الجامح النموذجي” الذي شوهد في تقارير الاخبار الروسية.

وخلال حديثه مع ميزوفيوري من محطة السي ان ان (CNN)، عبر غريغوريف عن شكوك حول فرص الباحثين، موضحاً “اعتقد انه حتى الحفظ الفريد للدم هو شيء ميؤوس منه تماماً لغرض التنسيل لان خلايا الدم الرئيسية لا تحتوي على نوى مع الحمض النووي.”

واكمل “نحن نحاول ايجاد خلايا سليمة في الانسجة العضلية والاعضاء الداخلية المحمية جيداً.”

ما فشلت السايبيريا تايمز في تصحيحه هو الاسئلة “الاخلاقية والتكنولوجية” المتعددة التي اثيرت من احياء الانواع القديمة. ومن بين الاهتمامات الاخرى، وفقاً لدورفسكي، اشار العلماء الى تدني نوعية حياة الحيوانات التي يقومون بتنسيلها، ومشاكل التنوع الوراثي والتزاوج الداخلي، وغياب العصر الجليدي المناسب.

يتبقى ان نرى ما اذا كان الفريق الروسي الكوري الجنوبي يستطيع فعلاً تحقيق هدفه الطموح. مع ذلك، اذا كان الاحياء المزعوم في يوليو/ تموز سنة 2018 لدودتين اسطوانيتين المقدر عمرهما 40,000 متجمدتان بعد الاف السنين في المنطقة المتجمدة في القطب الشمالي، فإن احياء الحيوانات القديمة اصبح احتمالاً واقعياً بشكل متزايد.

ترجمـــة : Dua’a Al-Ali

تصميـــم : Muthanna Hussein

تدقيق ونشـــر : Jazmine A. Al-Kazzaz

المصدر: هنا