تناول جرعة يومية من الاسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون الوراثي

كشفت دراسة حديثة أن تناول جرعة منتظمة يومية من الاسبرين يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون الوراثي، ويستمر هذا التأثير إلى ما لا يقل عن ١٠ سنوات بعد التوقف عن أخذ الدواء.

شارك مرضى متلازمة لينش من جميع أرجاء العالم أو ما كانت معروفة سابقاً باسم سرطان القولون والمستقيم غير السلائلي الوراثي في التجربة العالمية أو ما تعرف بدراسة “CAPP2″، وأظهرت الدراسة انخفاض نسبة الإصابة بسرطان القولون إلى النصف عند تناول الاسبرين مرتين يومياً، على مدى ما معدله سنتين ونصف.

وقام مجموعة من الخبراء من جامعة نيوكاسل Newcastle university وجامعة ليدز Leeds University بدراسة ثنائية التعمية لمتابعة المرضى لمدة ١٠ سنوات، وألحقت بها معلومات شاملة من سجلات السرطان المحلية لمدة ٢٠ سنة، و قد نشرت هذه الدراسة في المجلة العلمية “The lancet today”.

وتعرف دراسات التعمية بخاصية تعتيم معلومات الاختبار واخفاءها عن القائم بالفحص، أو الخاضع له، أو كلاهما. وتسمى الدراسة التي يكون فيها الفاحص والخاصع للفحص كلاهما معمى عليه بالدراسة ثنائية التعمية.

 

دعم التوجيه الوطني
وتعزز نتائج الدراسة التوصيات التي صدرت من المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE بأخذ الاسبرين بشكل يومي لمن هو عرضة للإصابة وتدعم الاستخدام الموسع للاسبرين لمنع السرطان.

يوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية NICE وفقاً للمعلومات الأولية من دراسة الـ CAPP2 لخمس سنوات بوصف الاسبرين لمن شُخص بمتلازمة لينش لمنع الإصابة بسرطان القولون.

قال الباحث البروفيسور Sir John Burn من الذين قادو البحث من جامعة نيوكاسل Newcastle university ومستشفى نيوكاسل Newcastle hospital وأمانة هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS trust أن هذه النتائج تدعم إلى حد أبعد هذا التوجه المهم.

وقال أيضاً: “كانت لدي فكرة منذ ٣٠ سنة ماضية بأن من لديهم الاستعداد الوراثي لسرطان القولون يمكنهم مساعدتنا لاختبار فعالية الاسبرين للتقليل من الاصابة بسرطان القولون.”

“إن مرضى متلازمة لينش معرضون لخطر الإصابة بسرطان القولون ويقدم هذا الأمر قوة إحصائية لاستخدام السرطان كنقطة النهاية في التجارب السريرية.”
نقطة النهاية في التجارب السريرية هي إحدى الأشياء التي تستخدم في تقييم أو قياس التجارب السريرية. النقاط تختلف لكنها تقيس بصورة عامة معدل الاستجابة ومعدل البقاء.

” أخذ البدء بالدراسة وجمع الأشخاص من ١٦ بلداً وقتاً طويلاً، لكن تم أخذ الإجابات أخيراً من هذه الدراسة.”

” تناول الاسبرين مرتين يومياً على مدار عدة سنوات يشكل حماية لمدة تزداد عن ١٠ سنوات، والتحليل الإحصائي أصبح ذا قوة أثر عبر مرور الزمن.”

“إن الاسبرين قد جاء بالنفع لمن هم عرضة للإصابة بالسرطان. الدراسة العالمية هي المشروع الثالث من البرنامج الوقائي من السرطان CaPP3 لدراسة نفع الجرعات الأقل من الاسبرين ففي هذه الدراسة مقارنة بين الاسبرين 600 ميلجرام و 300 ميلجرام و 100 ميلجرام.”

أظهرت النتائج عند جمع جميع الأشخاص في الدراسة أن 42% ممن تناولوا الاسبرين كانت لديهم نسبة إصابة أقل بالسرطان. وأظهرت النتائج ما نسبته ٥٠٪؜ انخفاض في نسبة الإصابة بالسرطان.

شارك في الدراسة اشخاصًا بلغ عددهم 861 من المصابين بمتلازمة لينش التي تصيب شخص واحد من كل 200 في المجتمع. يصاب الأشخاص بمتلازمة لينش بخلل جيني بإصلاح الحمض النووي DNA repair مما يجعلهم عرضة للإصابة بالسرطانات مثل سرطان القولون و الرحم.

تم اختيار مجموعة مكونة من 427 شخص لتناول الاسبرين بشكل مستمر لسنتين، ومجموعة أخرى مكونة من 434 شخص تم تخصيصها لأخذ دواء وهمي، وتم متابعة الجميع لمدة ١٠ سنوات. وأظهرت النتائج أن من تناولوا الاسبرين مرتين يومياً بجرعة مجموعها 600 ميلجرام، كانت حالاتهم أقل بـ 18 مرة من حالات الاصابة بسرطان القولون مما يظهر انخفاض بنسبة 42.6% .

وعند ادخال المصابين بمتلازمة لينش الـبالغ عددهم 163 في التحليل الإحصائي مثل الإصابة بالرحم ظهر انخفاض بنسبة الإصابة بالسرطان بنسبة 24% لمن تناول الاسبرين، و 37% لمن تناول الاسبرين لمدة سنتين تامة.

 

 

 

ترجمة: اسراء عبد الجليل

تدقيق وتعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم

المصدر: هنا