الكشف عن تأثير فيروس COVID-19 على العديد من أعضاء الجسم من خلال تحليل الناتج الأيضي

يمكن أن يتسبَّب SARS-CoV-2 (وهو الفيروس المسؤول عن COVID-19) بالعديد من الأعراض، كإجهاد تنفُّسي شديد، فشل عضوي متعدِّد، أو الموت، أو قد لا تظهر أيَّة أعراض على المرضى إطلاقًا.
يستهدف الفيروس الرئتين بشكلٍ خاصّ، ولكنَّ العديد من المرضى لا يعانون من أمراضٍ تنفُّسية.
في الوقت الحالي، يُقارن الباحثون في مجلة ACS لأبحاث البروتيوم، البروتينات الدهنية والنواتج الأيضية في دم مرضى COVID-19 والأشخاص الأصحاء، وكشفوا عن علامات تلف للعديد من الأعضاء لدى مرضى قد يستطيعون في يومٍ ما المساعدة في تشخيص وعلاج COVID-19.
الاختبارات التشخيصية الحالية لـCOVID-19 تعتمد على تحديد الحمض النووي الريبوزي RNA الفيروسي أو مضادات الأجسام ضدَّ الفيروس. كِلا نوعي الاختبارات عُرضة لنتائجٍ سلبية وخاطئة، فضلًا عن وجود قيود أخرى.
وهناك طريقة أخرى محتملة للكشف عن عدوى SARS-CoV-2 يمكن أن تتضمَّن تحليل التغيُّرات الأيضية التي يُسبِّبها الفيروس في الشخص المصاب.
أراد كلٌّ من جيرمي نيكلسون (أستاذ ونائب للعلوم الصحية في جامعة مردوخ في بيرث – أستراليا الغربية) وإيلين هولمز (أستاذة البيولوجيا الكيميائية في قسم الجراحة والسرطان في كلية لندن الإمبراطورية) والبعض من زملائهم، تحليل الآثار الجهازية للمرض وتحديد ما إذا كان هناك أثر أيضي عام لفيروس COVID-19.
جمع الباحثون عيِّنات دم من 17 مريضًا ثبتت إصابتهم بـCOVID-19 من خلال الفحوصات الحالية، وكذلك من 25 من الذين طابقوا ضوابط مؤشر كتلة الجسم والعمر والجنس السليم والتي ثبت بأنَّها سلبية بالنسبة للإصابة الحالية أو السابقة بفيروس SARS-CoV-2 مع اختبار الأجسام المضادة، ثمَّ قام الفريق بتحليل مستويات البروتين الدهني في البلازما والناتج الأيضي والأحماض الأمينية في بلازما الدم باستخدام التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي ومقياس الطيف الكتلي السائل اللوني، وكشف الباحثون عن دلالة أيضية لعدوى SARS-CoV-2 من خلال التحليلات الإحصائية متعددة المتغيرات التي كشفت عن الاختلافات بين المرضى المصابين بالفيروس والأصحاء، تتضمَّن علامات الالتهاب الحاد واختلال وظائف الكبد والسكَّري وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
يقوم الفريق الآن بالتحقُّق من صحَّة البيانات من خلال مجموعة أكبر من المرضى، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها لتطوير اختبار تشخيصي قائم على المستقلبات (النواتج الأيضية)، كما يقول الباحثون، فإنَّ هذه النتائج تشير إلى أنَّه يجب تقييم مرضى COVID-19 المتعافين لمعرفة المخاطر المتزايدة للحالات الأخرى.
ترجمة: فاطمة عادل
تدقيق: فاطمة الزهراء جبار
تعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا