تسجيل عمل الدماغ عن طريق الفم

قدَّم علماءُ الأعصاب آلةً جديدةً للكشف عن عمل الحُصين في الدماغ، حيثُ طوَّر علماءُ الأعصاب آلةً غير اعتيادية لتُساعد في تسجيل نشاط الدماغ، إذ ترتكز على الفم باستخدام أجهزة الاستشعار المُمغنطة.
الباحثون في كلية لندن الجامعية، Tim M. Tierney وآخرون، قاموا بتصميم الجهاز لتسجيل النشاط الذي يحدث في الحُصين (منطقة عميقة في الدماغ)، وبسبب الموقع العميق للحُصين، من الصعب تسجيل نشاطه باستخدام أساليبٍ وتقنيات مثل تخطيط كهربية الدماغ (EEG) أو تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG)، والتي تُوضع على فروة الرأس ومنها يتمُّ التسجيل.
أدرك Tierney والآخرون أنَّ المجالات المغناطيسية القادمة من نشاط الحُصين يجبُ أن تكون قوية داخل الفم، المشكلةُ الوحيدة كانت وضعَ مستشعر الدماغ المغناطيسي (MEG) داخل الفم وإبقاءه ثابتًا، فخطرت على بالهم فكرة ربط مستشعر يُدعى (OPM) لقالبِ أسنانٍ بلاستيكي مخصَّص. صُنع القالب ليُناسب أسنان المتبرِّع، ويُسمحُ له بِعضِّه وإبقاءه في فمه.
يقول الباحثون أنَّه سيكون أفضل لو وُضع المستشعر في مكانٍ أقرب للحُصين، لكِن “يتمُّ فرض قيود على المدى الذي يمكن أن يُوضع فيه الجهاز في الفم لتجنُّب ردِّ الفعل البلعومي (محاولة التقيُّؤ)”.
نجحَ المستشعر في العمل، فقد اِستطاع الكشف عن ارتفاع نشاط ثيتا الحُصين عندما طُلب من المتطوِّع أن يتخيَّل نفسه بأماكنٍ مختلفة، وهي مهمَّة تُعرف بإشراك الحُصين.
اِلتقط جهاز الاستشعار الفمِّي نشاط الحُصين بشكلٍ أفضل من جهاز استشعار فروة الرأس.
مع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت مزايا القطب الكهربائي للفم تفوق عناء الحاجة إلى ملاءمة الجهاز حسب الطلب لكلِّ مُشارك.
كانت هذه المرَّة الأولى التي يتمُّ فيها استخدام مستشعرات التخطيط المغناطيسي MEG داخل الفم، ولكنَّ أقطاب التخطيط الكهربائية للدماغ، كونها أصغر بكثير، تمَّ استخدامها منذ فترةٍ طويلةٍ داخل الأنف. هذه الأقطاب الكهربائية الأنفية البلعومية قادرة على الاقتراب من الدماغ بشكلٍ أكبر، وتُستخدم أحيانًا في تشخيص الصرع. يمكن أيضًا تسجيل المخطط الكهربائي للدماغ EEG من داخل الأُذن.
ترجمة: زهراء ثائر
تدقيق: فاطمة الزهراء جبار
تعديل الصورة ونشر: تبارك عبد العظيم
المصدر: هنا