لماذا تفضل الأمهات وصغارها البقاء على جانب واحد من بعضها البعض .. !!

تحمل الأمهات أطفالها بالجهة اليسرى وكذلك تُبقِي الثديات المتوحشة صغارها بالجانب الأيسر ، على الأقل أثناء مطاردة المفترسات .
يبدو أنّ كثيراً من صغار الثديات تفضل أن تقترب أمهاتها من جانب واحد أيضاً ، قد يفسر هذا بالوظائف المتابينة لفصي المخ .
في الثديات ، الفص الأيمن من المخ مسؤول عن معالجة الإشارات الأجتماعية وبناء العلاقات ، كما أنّه الجزء الذي يستقبل الإشارات من العين اليسرى.
يعتقد بعض الباحثين أن هذا يفسر ميل أنثى الإنسان وأنثى القرد لحمل صغارهما بالجانب الأيسر ؛ حتى تستطيع مراقبة تعابير وجوهها بعينها اليسرى.
ثورة سيطرة يد على الأخرى
قامت ” فيسا أنقرام ” وزملائها بجامعة تسمانيا بأستراليا ببحث عن ” هل تفضل صغار الحيوانات أيضاً التزام أمهاتها من جانب واحد ؟ ”
درس الفريق إحدى عشرة نوعاً من الثديات المتوحشة من جميع أنحاء العالم ؛ الخيول ، الرنّة ، الغزال ، البقر ، الخراف ، حيوانات الفظ ، ثلاثة أنواع من الحيتان ، ونوعين من الكنغارو.
في حال إقتراب الصغير من أمه من الخلف ، يدوّن الباحثون هل أستقر بالجانب الأيمن أم الأيسر لأمه.
دوّن الباحثون ما يقارب 11,000 خياراً لوضع الصغير من أمه لـ 175 زوجاً .
تميل صغار كل الأنواع بوضع نفسها بحيث تكون أمهاتها بجانبها الأيسر. هذا يحدث تقريباً في ثلاث أرباع الوقت.
تتناغم هذهِ الملاحظات مع دراسة إنسانية حديثة وجدت أنه عندما يقترب الصغار من الكبار ، يقومون بفعل ذلك بطريقة تجعل الكبار بجانبهم الأيسر.
التقارب الأفضل :
وجدت أنقرام و زملائها أن صغار الثديات التي تبقي أمهاتها بجانبها الأيسر أقدر على متابعة أثرها وبالتالي تزيد فرصتها في البقاء.
عندما تتحرك صغار الحيتان والخيول وأمهاتها بجانبها الأيسر، مثلاً فإنها تكون أكثر ميلاً للتقرب من أمهاتها بـإحتكاكها بجسمها ، وأقل احتمالاً لأن تنسى خلفها بدون قصد.
لكن, عندما يبدو خطر ما ، تنقلب الأدوار غالباً. قالت أنقرام ” تبقي الصغار أمهاتها على جانبها الأيسر في الأحوال الطبيعية كالأنطلاق والرضاعة . لكن عندما تواجه بأوضاع حرجة كالأفتراس ، تفضل الأمهات بقاء صغارها على جانبها الأيسر حتى تراقبها بصورة أفضل.
تحضن الأمهات البشرية صغارها بجانبها الأيسر عندما تكون صغيرة وضعيفة. غير أنّ هذا يتبدل عندما يكبر الأطفال ويصبحوا أكثر استقلالاً. قالت أنقرام.
يشير الأستعمال الثابت للفص الأيمن في تفاعل الأم وصغيرها في كل الثديات المدروسة إلى أن له فائدة تطورية. كما قالت أنقرام.
تتفق مع ذلك ” ليزلي روقرس ” بجامعة نيو انقلاند في أرميول بأستراليا. فتقول : ” إذا كنت تريد أداء مهمات متابينة ، تستطيع أداؤها بطريقة أكثر فعالية إذا قمت بتحديد أنواع مختلفة من المعالجة لكل فص من المخر” . ” لذا يبدو منطقياً أن الفص ألأيمن يختص بالسلوك الإجتماعي.”

 

 

 

ترجمة: امل عبدلله

تدقيق لغوي: سحر فوزي

 المصدر: هنا