إكتشاف علاقة طردية بين إدمان الكوكايين وأرتفاع معدلات الإستروجين لدى المرأة

ثمة مؤشرات توحي بـأن المخدرات المسببة للإدمان ربما يتباين تأثيرها ما بين الرجال والنساء، حيث اسهمت دراسة نُشِرت هذا الأسبوع في دورية ” نيتشر كوميونيكيشنز ” في المساعدة على تفسير السبب وراء ذلك . كانت الدراسة قد توصلت إلى أن إرتفاع معدلات الإستروجين عند الإناث خلال فترات بعينها من الشهر ربما يعزز ميلهن للكوكايين .
وفي محاولة لسبر أغوار التأثير المحتمل للهرمونات الجنسية الأنثوية على هذا التباين الغريب، أعتمد الباحثون على مسابر تعمل بـالألياف الضوئية في مراقبة نشاط المخ لدى إناث الفئران بينما جرى إمدادهن بكوكايين خلال نقاط زمنية مختلفة من الدورة الشهرية لديهن .
وأبدى فريق الباحثين إهتماماً خاصاً بالنظر في أنتقال الدوبامين عبر منطقة من المخ تدعى المنطقة الجوفية السقيفية، والتي تعد جزءاً من دائرة الإثابة. عندما نتعاطى مخدرات أو نتذوق طعاماً لذيذاً أو نمارس علاقة حميمية، ينطلق الدوبامين من هذا الجزء من المخ، ما يؤدي إلى الشعور بالمتعة .
ويرتبط الكوكايين ببروتينات يطلق عليها ناقلات الدوبامين والتي تمتص أي دوبامين غير مستخدم بهدف الحد من تأثيره. ومن خلال ذلك؛ يعيق المخدر عمل البروتينات الناقلة تلك، وبالتالي ينتهي الحال بنا إلى معايشة أندفاع قوي للدوبامين، الأمر الذي قد يسبب إدماناً شديداً، وجد الباحثون أن الفئران تميل لإظهار رغبة أكبر في الحصول على الكوكايين عندما تكون معدلات الإستروجين لديها في أعلى مستوياتها، قبيل حدوث التبويض. في هذه الفترة من الشهر قضت الفئران وقتًا أطول في الحركة حول الجزء الذي عادةً ما كانت تتناول الكوكايين فيه من القفص، وذلك على أمل الحصول على المخدر .
وخلال فترات أرتفاع معدلات الإسرتوجين، شهدت المنطقة الجوفية السقيفية في الفئران أنطلاق قدر أكبر من الدوبامين، علاوة على أن الخلايا العصبية بهذا الجزء من المخ طرأ عليها تغيير مؤقت جعل البروتينات الناقلة للدوبامين تصبح أكثر عرضة للتأثر بالكوكايين، وعليه فـإن تعاطي الكوكايين في مثل هذا الوقت من الشهر أدى إلى بقاء الدوبامين داخل نقاط الاشتباك العصبي بين الخلايا العصبية لفترة أطول من الوقت، ما أدى إلى شعور أكبر بالمتعة.
وبينما يفسر ذلك السبب وراء كون المرأة أكثر عرضة لإدمان المخدرات من الرجل، خاصة خلال فترة أرتفاع معدلات الإستروجين لديها، وما زال الباحثون يتكهنون بالسبب وراء إحداث الهرمون تغييرات في مركز الإثابة بالمخ على هذا النحو.
من بين النظريات المحتملة أنه من خلال تعزيز قدرة الأنثى على الشعور بالمتعة، فـإن هذا يجعلها أكثر احتمالاً لممارسة العلاقة الحميمية مع اقتراب دورة خصوبتها الشهرية من ذروتها. وتشير فرضية أخرى إلى أن الهرمون يزيد الرغبة في تناول الطعام، ما يمكِّن الإناث الحوامل من الحصول على العناصر الغذائية اللازمة لدعم صغارهن الذين لم يولدوا بعد .

 

 

 

 

ترجمة: مروة صبري

تدقيق لغوي: سحر فوزي

المصدر: هنا