هل يجب علينا محاولة إستعمار عوالم اخرى؟ أم البقاء في الأرض وإصلاحها؟

في الوقت الذي تواصل فيه وكالة ناسا اكتشاف الكواكب القريبة خارج نظامنا الشمسي فأنه من السهل التساؤل “ماذا لو ؟”
ماذا لو قمنا برحلات ناجحة الى هذه الكواكب؟ ماذا لو كانت هنالك حياة في اي من هذه الكواكب؟ ونستطيع التواصل معهم؟
هذة الاسئلة اثارت حماس الفلكيين لعدد من السنين و في حين إن الرحلات للمريخ في تخطيط متواصل، اصبحت هذة الاسئلة ملحة اكثر من ذي قبل.
على اية حال لو وضعنا جانبًا كل الحماس الناتج عن استكشاف الفضاء فأنه من المهم ان لانكتفي بسؤال هل نستطيع؟ بل هل يجدر بنا فعل ذلك؟ وفقًا لكاتب الخيال العلمي كيم ستانلي روبنسون (Kim Stanly Robinson) فأن ارسال البشر لكوكب خارج مجموعتنا الشمسية سيكون فكرة سيئة جدًا. ولنناقش فكرته يجب ان نعرف كيف ذلك؟ فقد عبر عنها في روايته ارورا (Arurora) عام 2015. في هذا الكتاب يتخيل روبنسون مجتمع بشري يعيش في كبسولات ويقوم برحلة الى نجم بعيد في مركبة كبيرة بُنيت لتتحمل وجود البشر والنباتات والحيوانات لقرون من الزمن.
رغم ان كتاب روبنسون هو خيال علمي الا انه ليس ببعيد عن الواقع حيث رصدت وكالة الدفاع عن مشاريع البحث المتقدمة Darpa مبلغًا لتشييد مركبة فضائية مشابهة لمركبة ارورا في الوقت الذي كانت فيه الرواية قيد الكتابة. لكن بدلاً من تعزيز طموحات داربا Darpa (وكالة الدفاع عن مشاريع البحث المتقدمة) فقد اظهرت القصة المشاكل التي قد تبرز وتتجمع في رحلة طويلة كهذه. وكما يصور الراوي في كتابه فأن روبنسون مقتنع بأن هذه المشاكل سيكون من الصعب على البشر تجاوزها.
قريبًا من الوطن 
ان التحديات التي يواجهها الطاقم في ارورا ترسم لنا صورة عن المشاكل المحتملة في استعمار الفضاء والتي نادراً ما يتم مناقشتها. على سبيل المثال نستطيع ان نرى بوضوح كيف ان التغير المناخي بطيء لكنه يحل الخراب في كوكبنا. الآن تخيل ان هذة الارض اصغر على شكل مركبة حيث ان الاشعاعات والغازات المنبعثة ليس لديها مخرج. حتى لوكانت هذه السفينة قد أُطلقت بأنظمة بيئية متوازنة مع بعضها، فأن اي تغيير يحدث خلال مئات السنين في الفضاء سيخل بتوازن العديد من الانظمة.
وكلما يمضي الوقت فأن هذا الاختلال سيكون أشد والرحلة لأقرب كوكب خارج مجموعتنا الشمسية ستستغرق وقتًا هائلًا. هذه هي المخاوف العلمية من ناحية عدم الاتزان على المدى الطويل في البيئات الاصطناعية بالاضافة للمشاكل الاجتماعية التي ستظهر.
أن تغيير أو استعمار الفضاء يحظيان بضجة كبيرة
منذ اعلان ناسا Nasa عن اكتشاف نجم قزم يسمى TRAPPISt_1 ومعه سبعة كواكب من ضمنها ثلاثة تدور في المنطقة التي من الممكن ان تكون حاضنة للحياة (Habitable Zone) لذلك يجب ان نكون حرصين في الحديث عن رحلات بشرية لخارج مجموعتنا الشمسية ونأخذ الامر بجدية اكثر من كتاب خيال علمي.
رحلة كهذه تصبح ممكنة اكثر فأكثر مع الوقت ومن المهم ان نرجع خطوة للوراء ونفكر في العقبات التي ربما لا تكون واضحة.
في الحين الذي يتوجب به علينا ان نعمل لتحقيق السفر للكواكب ضمن مجموعتنا الشمسية حالما يكون هذا قابل للتنفيذ، ربما لا يجدر بنا ان نأخذ طفرة كبيرة في القريب.
المشاكل التي لدينا في الارض لن تختفي عندما نغادر بل ستتبعنا أينما نذهب. لذلك دعونا نتذكر حتى ونحن نعمل على الوصول لمستقبل متقدم تكتلوجياً فقط لاننا نستطيع ذلك لا يعني بأنه يجب علينا.

 

 

 

 

 

ترجمة: Sudad Mubarak

تدقيق: Tabarek A. Abdulabbas

تصميم: Ali Husham

المصدر: هنا