مريم ميرزاخاني، المرأة الوحيدة التي حصلت على أعلى وسام في الرياضيات

 

 

ميدالية فيلدز (Fields Medal) هي أعلى جائزة يُمكن الحصول عليها في الرياضيات حيثُ قام بإنشائها عالم الرياضيات الكندي جون تشارلز فيلدز (John Charles Fields) وبطبيعتها تُمنح مرة واحدة فقط كل أربع سنوات وبحد أقصى إلى أربعة علماء رياضيات شرطَ أن يكون جميعهم تحت سن الأربعين!
في حين تم منح أول ميدالية فيلدز ولأول مرة في عام ١٩٣٦ ثُم لم يتم منح الميدالية إلا بشكل مستمر كل أربع سنوات منذ عام ١٩٥٠، ومن بين الفائزين المشهورين الفيزيائي إدوارد ويتن (Edward Witten) في عام ١٩٩٠ وعالم الرياضيات الروسي غريغوري بيرلمان (Grigori Perelman) في عام ٢٠٠٦ والذي بدوره رفض الميدالية في نهاية المطاف، حيثُ أن جميع الحاصلين على ميدالية فيلدز-من أول تأسيسها وحتى عام ٢٠١٤-هُم من الرجال وذلك كان حتى عام ٢٠١٤ عندما حصلت إلايرانية مريم ميرزاخاني (Maryam Mirzakhani) مع البرازيلي أرتور أفيلا (Artur Avila) والكندي مانجول بهارجافا (Manjul Bhargava) والنمساوي مارتن هيرر (Martin Hairer) على ميدالية فيلدز.
مريم ميرزاخاني من مواليدِ ١٩٧٧، طهران، إيران. خلال فترة طفولتها كان حلمها هو أن تصبح كاتبة، وخلال المدرسة الثانوية التقت ميرزاخاني بصديقتها رويا بهشتي زافاره (Roya Beheshti Zavareh) والتي تدرسُ الرياضيات في جامعة واشنطن (Washington University) في سانت لويس، وبدوريهما تحدثا مع مديرة مدرستهما وطلبتا أن يتم تدريس نفس فصول الرياضيات التي يتم تدريسها في مدرسة الأولاد في مدرستهم.
وفي عام ١٩٩٤، عندما كانت ميرزاخاني في السابعة عشر من عمرها، صنعت هي وزافاره فريق أولمبياد الرياضيات الإيراني حيثُ حصلت ميرزاخاني على الميدالية الذهبية وفي العام التالي حققت ميرزاخاني ميدالية ذهبية أخرى وحصل على درجة الامتياز في أولمبياد الرياضيات الدولي(International Mathematical Olympiad) والذي أُقيم في تورنتو، كندا.
ثُم بعد ذلك حصلت ميرزاخاني على درجة البكالوريوس من جامعة شريف في طهران عام ١٩٩٩ وخلال فترة دراستها، عملت ميرزاخاني وزافاره على كتابة كتاب وبعنوان نظرية الأعداد الأولية وتحدي المشكلات، والذي صدر بنفسِ عام تخرجها.
أمّا بالنسبة للدراسات العليا، سافرت ميرزاخاني إلى جامعة هارفارد (Harvard University) في الولايات المتحدة حيثُ أصبحت مهتمة أكثر بأسطح القطوع الزائدة(hyperbolic surfaces) وأنتجت بدورها أطروحة تحتوي ثلاث أوراق بحثية مؤثرة تم نشرها في أهم مجلات الرياضيات.وبعد فترة قضتها كأستاذة في جامعة برينستون (Princeton University)، في عام ٢٠٠٩ أصبحت ميرزاخاني أستاذة في جامعة ستانفورد (Stanford University).
في عام ٢٠٠٦، بدأت ميرزاخاني بالتعاون مع أليكس (Alex Eskin) من جامعة شيكاغو حيثُ حاز بعدها على جائزة (Breakthrough Prize) لعام ٢٠١٩. حيثُ بدءا بالعمل سوية في تحليل سلوكيات الكرة على طاولة بلياردو مضلعة الشكل حيثُ تكون زوايا الطاولة عدداً كسرياً من الدرجات ويمكنُ التعبير عن العدد الكسري على أنه حاصل قسمة عددين صحيحين حيثُ أن المقام لا يُساوي صفراً.
شهِد عام ٢٠٠٨ زواج ميرزاخاني من أستاذ الرياضيات في جامعة ستانفورد جان فوندراك (Jan Vondrak) وبعدها أنجبت ميرزاخاني ابنة أسمتها، أناهيتا (Anahita). حيثُ كان منزلُهما خيرَ شاهد على ما كانت تفكّرُ فيه ميرزاخاني من تصورات مادية لمفاهيم عدة وذلك من خلال العديد من الأوراق الكبيرة والتي أطلقت عليها ابنتها بال”اللوحة”.
في عام ٢٠١٣، تم تشخيصُ إصابة ميرزاخاني بسرطان الثدي وفي ١٤ تموز/يوليو من سنة ٢٠١٧ تُوفيت بسبب المرض حيثُ كانت تبلغُ من العمر ٤٠ عاماً فقط.
قبل وفاتها، أصبحت ميرزاخاني عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم (National Academy of Sciences) المرموقة وبعد وفاتها، أعلن المجلسُ الدولي للعلوم يوم ١٢ أيار/مايو-وهو يومُ ميلادها-اليوم العالمي للمرأة في الرياضيات.
وكذلك قامت جامعة شريف للتكنولوجيا (Sharif University of Technology) في طهران بتسمية مكتبة كلية الرياضيات الخاصة بها على اسم ميرزاخاني وكذلك سُميت قاعة مؤتمرات في مدينة أصفهان الإيرانية باسمها.
كما وأطلقت شركة الأقمار الصناعية (Satellogic) على أحد أقمارها الصناعية اسم مريم ميرزاخاني.
كما أعلنت مؤسسة (Breakthrough Prize Foundation) في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٩ عن جائزة قدرها ٥٠ ألف دولار تُمنح لعالمات الرياضيات البارزات تكريماً لميرزاخاني.
وفي شباط/فبراير ٢٠٢٠ ، في اليوم الدولي للمرأة والفتيات في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، كرمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مريم ميرزاخاني كواحدة من سبع عالمات(ميتات أو أحياء) اللواتي قُمن بتشكيل عالمنا.
“لو عاشت بعد سن الأربعين، من يدري ما كان يمكنُ لمريم ميرزاخاني أن تنجزه!
ومع ذلك، فقد تركت إرثاً دائماً لجميع النساء والفتيات في مجالات الرياضيات والعلوم”.
ترجمة: حسن خنجر
تدقيق: حوراء جميل
تعديل الصورة: علي هشام
المصدر: هنا