ما الذي يمكن أن يدفع البشر نحو الانقراض؟

 

جميعنا قد شاهد أفلام ما بعد الكارثة، تلك التي تروي قصة كارثة ما، كاصطدام كويكبٍ ربَّما، أو حربٍ نووية تُسبِّب زوال الجنس البشري، ويتبعها التحدي المتمثل بمحاولة بقية البشر إنقاذ نوعهم من الإنقراض.
لكن ماذا لو أنَّ انقراض البشر حقيقةٌ محتمة؟ في الواقع يقضي الباحثون حول العالم أيامهم في التصدّي لهذه الاحتمالية بحدِّ ذاتها، ومعرفة كيفية تجنُّبها.
هناك العديد من النظريات عمّا يمكن أن يُسبِّب انقراض الجنس البشري في نهاية المطاف، كلُّ شيء بدءًا من غزو الفضائيين إلى كارثة اصطدام كويكب، غير أنَّ هناك إجماع حول بعض الكوارث الأكثر قبولًا من غيرها، سماها الباحثون بـ”المخاطر الوجودية”.
الخطر الوجودي ليس خطرًا أو تهديدًا اعتياديًا، إذ تتمثَّل نقطة الضعف في عدم قدرتنا على منع حدوثه وتعرُّضنا له.
الحرب النووية: تعدُّ واحدةً من أكثر المخاطر المحتملة التي تُهدِّد بقاء الإنسان، يزداد هذا التهديد عند إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، و تصاعد التوترات بين الدول. تتمثَّل المخاطر الوخيمة بالشتاء النووي واسع النطاق، وفترة انخفاض درجة الحرارة والإنتاج المحدود للغذاء الذي يتبع الحرب، مسبِّبةً ضبابًا نوويًا يمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأرض.
الأوبئة: إنَّ إساءة استخدام التكنولوجيا الحيوية تعدُّ خطرًا وجوديًا آخر يؤرق نوم الباحثين. واحدة من المخاوف المعينة تتمثَّل بإساءة استخدام التكنولوجيا الحيوية في هندسة مسببات الأمراض سريعة الانتشار والمميتة.
تغيُّر المناخ: ظاهرة تقود الكثير من الأنواع نحو التدهور و الانقراض حول العالم. يرافق تغيُّر المناخ: انعدام الأمن الغذائي، نقص المياه، وأحوال الطقس القاسية، التي تهدد بقاء الإنسان على نحوٍ متزايد على المستويات الإقليمية. تؤدي ندرة الغذاء أو المياه إلى تفاقم التوترات الدولية، وإشعال حروب نووية قد تؤدي إلى وفيات بشرية هائلة.
الذكاء الاصطناعي: يعتقدُ الباحثون أنَّ الروبوتات الذكية، التي تمَّ إطلاقُها عن غير قصدٍ في العالم، قد تفرض مراقبةً واسعة النطاق على البشر، أو قد تتفوَّق عليهم جسديًا وعقليًا.
البشرية نفسها: على الرغم من سعة نطاق هذه المخاطر، يبقى هناك شيءٌ مشتركٌ بينها: أنَّ الانسان يؤدي دورًا أساسيًا في مدى شدّة هذه المخاطر.
إذن ماذا لو كان الجنس البشري نفسه هو أكبر خطر وجودي لانقراضِه؟ بالنظرِ لحضاراتٍ سابقة بما فيها الامبراطورية الرومانية وجزيرة القيامة، فإنَّ غالبية المخاطر الوجودية هي من صنع الانسان، وهي متجذرة في المجتمعات والأنظمة التي يُنتجها البشر.
ترجمة: طيبة حمد
تدقيق: فاطمة الزهراء جبار
تعديل الصورة: فرات جمال
المصدر : هنا