ادلة جديدة تبين ان الفصام يبدأ اثناء الحمل

 

التغيرات تبدأ في وقت ابكر مما يُعتقد.

وجدت دراسة جديدة ان الفصام يمكن ان ينشأ في وقت مبكر متمثلاً بالاسابيع ال12 الاولى من الحمل، مما يعني انه يمكننا معالجته اثناء وجود الجنين في الرحم قبل الولادة.

من خلال انماء “ادمغة مصغرة” في ظروف مختبرية، كان العلماء قادرين على تحديد اضطرابات في الخلايا الجذعية المحيطة ببطينات الدماغ، او تجاويف الدماغ، في وقت مبكر متمثلاً باسبوعين من النمو، اي ما يعادل الثلاثة اشهر الاولى من الحمل.

وفقاً لفريق من الباحثين، ان هذه خطوة كبيرة في فهم المنشأ البيولوجي لاضطرابات الدماغ، والذي تم وصفه لاول مرة في نص طبي مصري قديم يدعى ب”بردية ابيرس” (The Ebers Papyrus) في 1550 قبل الميلاد.

يقول احد الباحثين من جامعة الولاية لنيويورك (The State University of New York) في بوفالو (Buffalo)، ميشيل ك. ستاتشوياك (Michal K. Stachowiak) :”لقد كان تشخيص المرض خاطئاً لمدة 4,000 سنة”.

“لدينا الان واخيراً ادلة تبين ان الفصام هو اضطراب ينتج عن تغيير جذري في تشكيل وهيكلية الدماغ”.

نمّا الفريق ما يُعرف بإسم الكتل دماغية (Cerebral Organoids)، وهي اجهزة مصغرة تشبه الدماغ، وذلك باستخدام خلايا الجلد المعاد برمجتها مأخوذة من ثلاثة اشخاص يعانون من انفصام الشخصية واربعة اشخاص سليمين يمثلون مجموعة معيارية للقياس.

يمكن ان تنمو هذه العقول المصغرة، مع المغذيات الصحيحة، والاحماض، والكلوكوز، لتكوين اديم ظاهر عصبي او “ظهارة الانبوب العصبي” (Neuroectoderm)، وهو النسيج المشكل للدماغ. في نهاية المطاف، سيظهر بطينين الدماغ، وقشرة الدماغ، ومنطقة مماثلة لجذع الدماغ.

لاحظ العلماء شذوذاً في الكتل الدماغية المصنعة والمأخوذة من مرضى الفصام، عندما بدأت النماذج الصغيرة بالتشكل، والشذوذ هو ان الخلايا السلف العصبية والتي تتشكل لاحقاً الى خلايا عصبية لم تُزرع بشكل صحيح، وانتهى المطاف بعدد قليل من الخلايا العصبية بالظهور في منطقة القشرة.

يقول ستاتشوياك :”تُظهر ابحاثنا ان هذا المرض من المرجح ان يبدأ خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، ويتضمن انقسام سريع للخلايا، والهجرة المفرطة، والتمايز المبكر للخلايا المتعلقة بالاديم الظاهر العصبي الى خلايا عصبية”.

“الخلايا العصبية التي تربط مناطق مختلفة من قشرة الدماغ، وتدعى ايضاً ب”الخلايا العصبية المتوسطة” (Interneuron) تصبح موجهة بصورة غير صحيحة في قشرة الفصام، مما تسبب اتصال خاطئ في المناطق القشرية، مثل جهاز كمبيوتر متصل بشكل غير صحيح”.

يبين الباحثون انه ربما يمكن اعطاء الادوية او المكملات الغذائية للنساء الحوامل بعد تحديد مخاطر الفصام، على الرغم من انه لا يزال الوقت مبكراً للعمل على كيفية الاستفادة من هذه البيانات الجديدة.

تظهر عادة اعراض الفصام في مرحلة المراهقة او مرحلة الشباب، وهذا الاضطراب مقدر بان يؤثر على اكثر من 21 مليون شخص حول العالم، مسبباً مشاكل حادة في التفكير، والادراك، والشعور بالذات.

في حين انه يمكن السيطرة على هذه الحالة بالعقاقير المهدئة، ولا وجود لعلاج شاف، ولكن يستمر الباحثون بالبحث لمعرفة المزيد عن الجذور الوراثية لهذا الاضطراب وكيف يؤثر بالضبط على شبكة الاسلاك الدماغية. لدينا الان معلومات اكثر حول بدأ هذا الامر.

يقول ستاتشوياك :”يمكننا الاعلان الان ان الفصام هو اضطراب في بنية الدماغ الخاطئة ويحدث في مرحلة مبكرة من النمو، والمتمثلة بالاشهر الثلاثة الاولى من الحمل، ويشتمل على تشوه معين لدوائر عصبية في القشرة الدماغية”.

 

 

 

 

 

ترجمة : Ali Alhussnawy

تدقيق : Jazmín Al-Kazzaz

تصميم : Aseel Saad

المصدر : هنا