كُليَة مُصغّرة نَمت في المُختبر تكشف عن أسرار أمراض الكُلى

 

(العُضوَانِيات تُساعد على تعقّب تطوّر مرض “الكُلى” المُتعدّدة الكيّسات)

بالإنتاج والمُعالجة البارعة لـ”لكُلى” العُضوَانِية المُصغّرة (mini-kidney organoids)، – الشبيهة بالحقيقة – والتي تحتوي على التشريح المِجهري الحقيقي.

تَمكّن باحثون في الطب – الآن – من جامعة “واشنطن” من تتبّع المراحل المُبكّرة لمرض “الكُلى” المُتعدّدةُ الكَيسات. وتُزرع هذه العُضوَانِيات من الخلايا الجذعية البشرية.
إن داء “الكُلى” مُتعدّدةُ الكَيسات، يُؤثّر على حياة (12) مليون شخص. وحتى وقت قريب، كان العلماء عاجزين عن إعادة انتاج هذا المرض البشري مختبريا .

إلّا أن هذه العَقَبَة العلمية، يجري التغلّبُ عليها. ويُظهر تقرير يَصدر الأسبوع المُقبل، أن استبدال بعض المكوّنات الفيزيائية في البيئة العضوية، يُمكن ان يُؤدي إلى زيادة تَشكّل الكَيس أو تناقصه.

وقادَ “بنجامين فريدمان” (Benjamin Freedman ) ، أُستاذ مُساعد في الطب، لشعبة أمراض “الكُلى” في كلية الطب في جامعة واشنطن، وفريقه في معهد بحوث “الكُلى”، هذه الدراسات بالاشتراك مع عُلماء في مؤسّسات أخرى في الولايات المُتحدة وكندا. “فريدمان” ومجموعته أيضاً باحِثون في معهد الطب بجامعة “واشنطن” للخلايا الجذعية والطب التجديدي. و أوجزوا طرائقهم ونتائجهم في ورقة تُنشر في (2) أكتوبر (تشرين الاول) في مجلة “ناتشر ماتريال” الطبية
‏ (nature materials).

يقول “فريدمان”: “سبق أن أظهرنا، أن هذهِ العُضوَانِيات يُمكن أن تُكوّن مرض تَكيّس “الكُلى” الشبيه بالخراجات، ولكن ما هو جديد هنا، هو أنّنا استخدمنا النموذج لفهم شيء أساسي حول هذا المرض”. وكمثال على ذلك، وجدَ الفريق أن “الكُلى” المُصغّرة المُصابة بالتكيّس – الذي نَما في ظروف غامضة – السبب شَكّل خراجات جوفاء، والتي كانت كبيرة جداً.

إذ أن هذهِ الخراجات يُمكن رؤيتها بسهولة. وفي المقابل، “الكُلى” المُصغّرة المُصابة بالمرض، والتي عُلّقت على أطباقٍ بلاستيكية، بقيت الخراجات فيها صغيرة الحجم.
ووفقاً “لنيللي كروز” (Nelly Cruz )، المُؤلفة الرئيسية للورقة، فأن المُعالجات الدقيقة الأخرى تُؤثر أيضاً على تَطوّر مرض “الكُلى” المُتعدّد الكَيسات.

وأضافت “لقد اكتشفنا أن بروتينات “البوليسين” (polycystin proteins ) – وهي بروتينات تتواجد في الشيفرة الجينيّة للإنسان -، والتي تُسبّب المَرض، حسّاسة لبيئتها المجهرية”. ولذلك، إذا تمكنّا من تغيير الطريقة التي يتفاعلون بها أو ما يختبروه من خارج الخلية، فقد نكون قادرين على تغيير مسار المرض”. و يُذكر أن “كروز” هي عالِمة أبحاث في مُختبر “فريدمان”.

في ورقةٍ أخرى سيتمّ نَشرُها بخصوص الخلايا الجذعية، يُناقش “فريدمان” وفريقهُ فيها كيفيّة إنشاء الخَلايا الرَجلَاء (podocytes )، وهي خلايا مُتخصّصة في الجسم، والتي تقوم بتصفية بلازما الدم، لتشكيل البول، فضلاً عن امكانية توليدها، وتتبّعها في بيئة المُختبر. وأظهرت دراسة في هندسة جينات عُضوَانِيات “الكُلى” البشرية، كيفيّة تشكيل الخَلايا الرَجلَاء لبعض حواجز الترشيح، والتي تُدعى بالاغشية الفَلعِية ، تماماً كما يحدث في الرَحم. وهذا قد يُعطي الفريق نظرة ثاقبة على كيفية مواجهة آثار الطَفَرَات الجينيّة الخُلقية التي يُمكن أن تُسبّب التهاب كُبيّبات “الكُلى”، وهو سببٌ شائعٌ آخرٌ للفشلِ الكلوي.
وتُعتبر هذهِ الأوراق مُجتمعة، أمثلة على كيفيةِ قيام عُلماء الطب، بإحراز تقدّم نحو تطوير عِلاجات فعّالة، وبصفة شخصية لمرض “الكُلى” المُتعدّدة الكَيسات واضطرابات “الكُلى” الأخرى.

وقال “فريدمان”: “علينا أن نَفهم كيفية عمل مرض “الكُلى” المُتعدّدة الكَيسات, وإلا فلن نَملكُ أية آمالٍ في علاج هذا الداء”.
وأضاف: “وأبحاثُنا تقول لنا، إن النظرَ إلى البيئة الخارجية “للكُلى” قد يكون مُفتاح عِلاج المَرض، وهذا يُعطينا نافذة مُتداخِلة جديدة كلياً.

 

 

 

 

ترجمة : Hussein Abdul-Rahman

تدقيق لغوي :  Akeel Sakr

 تصميم : Aseel Saad

المصدر : هنا