إتضح وعلى نحوٍ مفاجئ إن الثقوب السوداء أضعف مما تبدو عليه

الثقوب السوداء شديدة الجاذبية المعروفة بأنها تلتهم كامل النجوم وتطلق تيارات من المواد إلى الفضاء بسرعة الضوء تقريبًا.
“اتضح في الواقع انها قد لا ترقى إلى مستوى الضجة إلى الآن”

في ورقة نُشرَت الإسبوع الماضي في مجلة العلوم، في جامعة فلوريدا اكتشف العلماء إن هذه التيارات في نسيج الكون مجالاتها المغناطيسية أضعف بكثير مما كان يعتقد سابقًا.

الثقب الأسود البالغ 40 ميلًا والذي يبعد 8000 سنة ضوئية من الأرض والذي يدعى V404 Cygni أسفر عن أول قياسات دقيقة للمجال المغناطيسي الذي يحيط بأعماق الجاذبية في الكون. وقد وجد معدوا دراسة إن الطاقة المغناطيسية حول الثقب الأسود حوالي 400 مرة أقل من التقديرات السابقة.

القياسات التي جلبها العلماء أقرب إلى فهم كيفية عمل الثقوب السوداء المغناطيسية وهذا ما يعمق معرفتنا بكيف تتصرف المادة تحت أقصى الظروف- المعرفة التي يمكن أن توسع حدود الاندماج النووي للطاقة وأنظمة تحديد المواقع (GPS).

القياسات سوف تساعد العلماء أيضًا على حل سر المجهول لنصف قرن في كيف ان الجسيمات “النفاثة” تسير بسرعة تقارب سرعة الضوء، خارج الحقول المغناطيسية للثقوب السوداء. بينما يتم إبتلاع أي شيء آخر. حسبما قال الباحث المشارك في الدراسة ستيفن ايكنبيري (Stephen Eikenberry)، أستاذ علم الفلك في كلية الآداب والعلوم في جامعة فلوريدا.

حيث يقول ايكنبيري: “السؤال هو كيف يمكنك أن تفعل ذلك؟” ويضيف: “من المستغرب لدينا إن القياسات الضعيفة ستفرض قيودًا جديدة على النماذج النظرية التي كانت تركز في السابق على الحقول المغناطيسية القوية كتسريع وتوجيه الطائرات. لم نكن نتوقع هذا، حيث تغير الكثير من ما كنا نظن أننا نعرفه.”

كاتب الدراسة طور القياسات من البيانات التي تم جمعها في عام 2015 خلال الإنفجار الجسيمات الطائرة النادر للثقب الأسود. الحدث لوحظ من خلال عدسة مرآة لتلسكوب Gran Telescopio Canarias البالغ 34-القدم (أكبر تلسكوب في العالم ، تم امتلاكه من جامعة فلوريدا و يقع في اسبانيا جزر الكناري، وبمساعدة جامعة فلوريدا – بُنيَت كاميرا الأشعة تحت الحمراء التي تدعى CIRCE وهو إختصار Canarias InfraRed Camera Experiment.

الجسيمات الطائرة الأصغر حجمًا تنتج الثقوب السوداء، كالتي تم ملاحظتها في هذه الدراسة، كانت نجومًا صخرية للمجرات. كانت لها إنفجارات تحدث فجأة كما كانت قصيرة الأجل حسبما يقول المؤلف الرئيسي يجيت داليلار (Yigit Dalilar) والمؤلف المشارك آلان جارنر (Alan Garner) طلاب الدكتوراه في قسم علم الفلك في جامعة فلوريدا. في 2015 إنفجارات V404 Cygni لم تدم سوى بضعة أسابيع. والمرة السابقة التي حدثت بها نفس السلسلة لنفس الثقب الأسود كانت في عام 1989.

يقول داليلار: “لإستكشاف شيء كهذا فالأمر لا يحدث سوى مرة واحدة أو مرتين أثناء مهنة الشخص” ويضيف: “هذا الاكتشاف يضعنا خطوة واحدة أقرب إلى فهم كيفية عمل الكون.”

ترجمة: Aya Alean

تدقيق وتصميم: Tabarek A. Abdulabbas

المصدر: هنا