توني موريسون أفضل روائية في أمريكا

 

توني موريسون  أفضل روائية في أمريكا

_أكثر العيون زرقة_

بعيداً عن بريق جائزة نوبل التي نالتها توني موريسون كأفضل روائية في أمريكا، فإن أعمال هذه الكاتبة جديرة بالاهتمام، وتستحق أكثر من وقفة لدى القارئ العربي نظراً لما تصوره من عوالم خفيّة ومجهولة  عن  حياة السود كجماعة (أثنو_ثقافيّة) تشكل (12%) من المجتمع الأمريكي، ولما تتمتع به هذه الأعمال من سحر المخيلة، وشاعريّة الروح، وتنوع الرؤى السرديّة، والقدرة على اختراق الحدود الجغرافيّة والقوميّة؛ لتصب في الهم الإنساني الذي يتشابك بهذا القدر أو ذاك مع همومنا وتطلعاتنا.

كتبت موريسون هذه الرواية وهي في الأربعين من عمرها وقد صدرت في أمريكا عام 1970 وهي ذات طابع بيوغرافي، تحتل فيها السيرة الذاتيّة تلافيف البرنامج السردي برمته. وتكشف عن موهبة أصيلة في توظيف علاقات الزمان / المكان، وإضاءة عالم الدوافع ، والعناية بالتفاصيل الصغيرة والألوان ودلالاتها، والحرص على تحقق الحواريّة عبر تعدد الأصوات واللهجات، وتباين المواقع والأدوار.

عالم موريسون مشبع بكثير من المواقف التي منحت الرواية نزعة واقعية سحريّة ليس أقلّها ذلك المشهد الذي تتمنى فيه بيكولا(بطلة الرواية)  أن تختفي فتبدأ أجزاء صغيرة من جسمها بالتلاشي إلى أن تتلاشى كلّها عدا عينيها المغمضتين اللتين تبقيان على الدوام.

تحرير: آلاء دياب